روائع مختارة | قطوف إيمانية | نور من السنة | معالم التوحيد في دعوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ـ 7

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > نور من السنة > معالم التوحيد في دعوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ـ 7


  معالم التوحيد في دعوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ـ 7
     عدد مرات المشاهدة: 2041        عدد مرات الإرسال: 0

¤ مخالفة النبي صلى الله عليه وسلم لأعمال المشركين:

أولاً= مخالفة المشركين في تلبيتهم:

تبرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم من التلبية التي كان يلبي بها المشركون، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان المشركون يقولون: لبيك لا شريك لك، قال: فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ويلكم! قد قد»، فيقولون: إلا شريكاً هو لك، تملكه وما ملك، يقولون هذا وهم يطوفون بالبيت -صحيح مسلم كتاب الحج باب التلبية وصفتها ووقتها (1185).

فقوله صلى الله عليه وسلم: «ويلكم! قد قد» نهي لهم عن الزيادة على ذلك، قال النووي: كفاكم هذا الكلام فإقتصروا عليه ولا تزيدوا -شرح النووي على مسلم 4/332- أي لا تزيدوا على قولكم: لبيك لا شريك لك، ولكنهم كانوا يزيدون ما أوقعهم في الشرك، والتلبية الصحيحة التي وحَّد بها رسول الله ربه وتبرأ بها عن كلام المشركين قوله: «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك» -صحيح مسلم كتاب الحج باب التلبية وصفتها ووقتها 1184.

ثانيا= مخالفة المشركين في أعمال الطواف:

قال تعالى: {وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاء وَتَصْدِيَةً} [الأنفال:35]، وعن هشام عن أبيه قال: كانت العرب تطوف بالبيت عراة إلا الحُمس، والحمس قريش وما ولدت، فكانوا يطوفون عراة إلا أن تعطيهم الحُمس ثياباً، فيعطى الرجال الرجال والنساء النساء -صحيح مسلم كتاب الحج باب في الوقوف وقوله تعالى ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس1219.

فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر رضي الله عنه بأن يؤذن في الناس سنة تسع: «أن لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان»، قال ابن عباس رضي الله عنهما: كانت قريش تطوف بالبيت عراة، يصفقون ويصفرون، فكان ذلك عبادة في ظنهم -الجامع لأحكام القرآن 7/400، وقال السدي: المُكَاء: الصفير، والتصدية: التصفيق -تفسير القرآن العظيم4/52.

وكل ذلك محاربة للتوحيد وإستهزاء به، وصد عنه، قال مجاهد: وإنما كانوا يصنعون ذلك ليخلِّطوا بذلك على النبي صلى الله عليه وسلم صلاته، وقال الزهري: يستهزئون بالمؤمنين   - تفسير القرآن العظيم4/53.

وجاء الإسلام وتبرأ من هذا اللعب الذي يظنه المشركون عبادة، وجعل العبادة هي الذكر والدعاء، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إنما جُعل الطواف بالبيت، والسعي بين الصفا والمروة، ورمي الجمار، لإقامة ذكر الله عز وجل»- مسند أحمد 6/75/24512، قال شعيب الأرنؤوط: إسناده حسن، وعن عبدالله بن السائب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما بين الركنين: «ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار» -سنن أبي داود كتاب المناسك باب الدعاء في الطواف 1894 وحسنه الألباني.

ثالثا= مخالفة المشركين في السعي بين الصفا والمروة:

قال تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا} [البقرة:158]، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة بالسعي بين الصفا والمروة، حيث قال: «اسعوا، فإن الله كتب عليكم السعي» -مسند أخمد6/421/27407 قال شعيب الأرنؤوط: حسن بطرقه وشاهده ، وذلك مخالفة للمشركين، حيث كانوا عندما يتنسكون لأصنامهم لا يحل لهم السعي بين الصفا والمروة. فعن هشام بن عروة قال: أخبرني أبي رضي الله عنهم قال: قلت لعائشة رضي الله عنها وأنا يومئذ حديث السن: أرأيت قول الله تبارك وتعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا} [البقرة 185]، فلا أرى على أحد شيئا أن لا يطوف بهما! فقالت: كلا، لو كانت كما تقول كانت فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما، إنما أنزلت هذه الآية في الأنصار، كانوا يهلون لمناة، وكانت مناة حذو قديد، وكانوا يتحرجون أن يطوفوا بين الصفا والمروة، فلما جاء الإسلام سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فأنزل الله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا}، زاد سفيان وأبو معاوية عن هشام: ما أتم الله حج امرئ ولا عمرته لم يطف بين الصفا والمروة -صحيح البخاري كتاب أبواب العمرة باب يفعل في العمرة ما يفعل في الحج 1790 ومسلم كتاب باب بيان أن السعي بين الصفا والمروة ركن لا يصح الحج إلا به 1277.

الكاتب: عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي.

المصدر: موقع صيد الفوائد.